تفسير سورة المزمل

لفضيلةالدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر
بسم الله الرحمن الرحيم
(يآأيها المزمل)أى: يأيها الرسول الكريم المتزمل بثيابه المتلفف فيها رهبة مما رآه من عبدنا جبريل أو حزنا مما سمعه من المشركين
(قم اليل إلا قليلا)أى: قم الليل متعبدا لربك إلا قليلا منه
(ورتل القرآن ترتيلا)أى: واقرأ القرآن قراءة متأنية مع تفكر وتدبر
(قولا ثقيلا)أى: إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا فى ميزان الحق ألا وهو القرآن الكريم
(إن ناشئة اليل هى أشد وطأ وأقوم قيلا)أى: إن العبادة الناشئة بالليل هى أشد مواطأة وموافقة لإصلاح القلب وأقوم قولا وأنفع وقعا
(سبحا طويلا)أى: تقربا وتصرفا فى مهماتك
(وتبتل إليه تبتيلا)أى: وتفرغ لعبادته وطاعته تفرغا تاما
(واهجرهم هجرا جميلا)أى: وقاطعهم مقاطعة حسنة
(أولى النعمة)أى: أصحاب التنعم والترف
(أنكالا)أى: قيودا (ذا غصة)أى: طعاما يلتصق بالحلوق
(ترجف)أى: تضطرب (كثيبا مهيلا)أى: رملا مجتمعا
(وبيلا)أى: شديدا ثقيلا (السماء منفطر به)أى: السماء تتشقق فى يوم القيامة (إن هذه تذكرة)أى: إن هذه الآيات تذكير وعظة للناس
(سبيلا)أى: طريقا إلى رضا الله ورحمته
(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى اليل ونصفه)أى: إن ربك يامحمد يعلم أنك تقوم متعبدا له مدة قد تصل إلى ثلثى الليل ونصفه وثلثه
(وطائفة من الذين معك)أى: وتقوم معك للعبادة جماعة من المؤمنين بك
(وآخرون يضربون فى الأرض)أى: أى يسافرون فيها للتجارة ولمطال الحياة
صدق الله العظيم